كل ما تحويه هذه المدونة هو مشاعري صغتها كلمات عساها تترك أثراً مفيداً مهما صغر..

الخميس، 17 يوليو 2014

ويقيمون الصلاة


استمعت البارحة إلى درس تفسير للقرآن الكريم حول آية من سورة البقرة
وكان مما أثر بي وصف الله سبحانه وتعالى المتقين في الآية الثالثة بأنهم (يُقِيمُونَ الصّلاْةَ)
وإقامة الصلاة تعني أداءها بالشكل الصحيح بكل آدابها كما يريدها الله سبحانه وتعالى..
ولأننا نفتقد الخشوع في صلاتنا وتتقافز الأفكار في رؤوسنا بينما نؤديها..
وجدت أن الفكرة التالية يمكن أن تعيننا على إقامة الصلاة التي هي  "عماد الدين" على الوجه الصحيح:
أولاً تخلص من فكرتك بأن الصلاة تكليف يثقل على الإنسان القيام به
وإنما  الصلاة تشريف من الله رب العالمين يأذن لنا فيها بمقابلته.. (كان عليه السلام يقول أرحنا بها يا بلال )
الله جل جلاله يأذن لنا مهما كنا وكيفما كان حالنا بالوقوف بين يديه ومناجاته.. فهل يعقل أن يقبل علينا الملك القدوس ذو الجلال والإكرام ثم نعرض عنه؟!

ثانياً قد يصعب علينا الشعور بأننا نقابل الله في صلاتنا لأننا لا نراه سبحانه وتعالى ولكن مما يقوي هذا الشعور فينا أن نفكر بأنه عز وجل مطلعٌ علينا ناظرٌ إلينا يرانا وإن كنا لا نراه..
فكلما شردت أفكارك و أنت في صلاتك تذكر أن الله معك.. يقابلك.. فهل يليق بك ان تكون واقفاً بين يديه وأفكارك تسرح بعيداً عنه وأنت لا تفعل هذا مع إنسانٍ من بني جنسك فما بالك بالله ربك؟
وأنت لا تفعل هذا مع شخص لا مصلحة لك عنده تأدباً ومراعاة لمشاعره أفليس الله أحق ان تتأدب في حضرته؟
وأنت لا تسيء في حضرة من يملك أن يضرك أو ينفعك فكيف مع الله وهو مالك السموات والأرض بمن فيهن؟

فلنحاول أن نصبح من المتقين الذين يمتدحهم الله تعالى بإقامتهم للصلاة حق إقامتها

الأحد، 6 يوليو 2014

في نعيم الأمان


وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان
تأمل جيداً في حنان أمك عليك وعنايتها بك وغفرانها الدائم لزلاتك وسهرها لرعاية مصالحك..
ثم فكر ثانية هل في الدنيا كلها إنسان يعطف عليك ويحتملك بكل عيوبك ونقائصك وهو فوق ذلك يحبك لغير مصلحة سوى أمك..
هل تجد هذا النمط القدسي من العلاقات في غير علاقة الأم بولدها؟!
فإذا علمت أن الله عز وجل يقول في الحديث القدسي:
أنا أرأف بعبدي من الأم بولدها..
فهل يمكن لك أن تقرأ قوله تعالى ولا يمتلئ كيانك بحب جارف لهذا الخالق العظيم الذي يرأف بك إلى هذا الحد؟
هل يمكن لك وأنت تعلم أن إلهك ومعبودك يقول هذا أن تحس قلقاً أو خوفاً من أي شيء في الكون بأسره؟
هل يمكن لك أن تخشى شيئاً وربك الرؤوف الودود يتولاك بعنايته ورعايته؟

لكن لا تنسَ أن لهذا الأمان العظيم في كنف الخالق ثمناً هو أن تطيعه وتتودد إليه بما يحب

الخميس، 15 مايو 2014

حبٌ لا يفنيه الموت ☺


صلوا بالليل والناس نيام

بين الرسول الكريم الرحمة الإلهية لمن يقوم الليل فيصلي ولكنه لا ينسى شريك/ة حياته/ا أقرب الناس إليه/ا فيدعوه/ا إلى مشاركته/ا هذه العبادة العظيمة لينالا الأجر والمثوبة سوية فتجمعهما الجنة كما اجتمعا على الأرض..
وهذا هو الحب الحقيقي.. الذي لا ينقطع بالموت..

حيث ورد عنه عليه السلام قوله:

( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)
]حديث صحيح، أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد[


ولم يكتف الرسول الكريم بدعوة باردة إن لم يستجاب لها تُرِك الطرف الآخر وشأنه، بل أكد على الإلحاح في تنبيه النائم وإيقاظه حتى وإن تطلب الأمر نضح الماء في وجهه.. كيلا يفوته هذا الخير العظيم..
فليحرص كل زوج على أن يأخذ بيد شريكه إلى الجنة ويذوق بصحبته نعيم مناجاة الخالق في هدأة الليل.. حيث تسمو النفوس وتتحرر من كل القيود الجسدية لتحلق في فضاءات الربوبية الرحبة..
 

وبهذا ينبلج الفجر عليهما وقد توثقت أواصر العلاقة بينهما وبين من بيده قلوبهما وقلوب العباد جميعاً.

الدين النصيحة

كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون
لا تكن سلبياً..
لماذا يرتبط لدينا الحق دوماً بالتزام السكون والسلبية؟
شهدتَ موقفاً خاطئاً، صرِّح برأيكَ الحقيقي..

لا تنافق.. لا تداهن.. لا تخن ثقة الآخرين بك..

دعتك صديقتك إلى حفلة مختلطة بمناسبة الولادة فاعتذرت بأدب جم وانتحلت عذراً كيلا تشاركي
لم لا تخبريها بأنك لا تستطيعين حضور حفلتها لأن ديننا يمنع الاختلاط بين الجنسين وأنك لا يمكن أن تجتمعي بكل المدعوين من الذكور وتخالفي أوامر الله تعالى
  أتاك صديقك يغمره السرور فقد نجح في مادة لم يدرس منها حرفاً واحداً بالغش لا تقل له هنيئاً لك هذا النجاح أخبره بقول الرسول من غش فليس منا وأنه خان أمانة العلم
اشترت صديقتكِ ثوباً قصيراً يعلو ركبتيها وعرضته عليك لتستنير برأيك، لا تكتفي بالإطراء عليه والإعجاب به.. قولي لها: جميل لكنه لا يصلح لارتدائه في المناسبات لأنه يكشف العورة ولن يتأتى لك ارتداءه إلا لزوجك..
(قال عليه السلام لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة)
والعورة ما بين السرة والركبة فما يكشف الركبة مخالف لأوامر الله

فلماذا تسكت عن معصية وتكتم علمك؟
ولا يقولن قائل مالي ولفولان ولا أريد التدخل وزيادة همومي  وكل محاسب عما يفعل وله عقل يرشده ولن يتأثر بقولي أحد......

خطأ!!
الجميع يتأثر قد يكون التأثير خفيفاً غير ملحوظ بدايةً لكنه موجود ويعتمد على مبدأ التراكمية.. كلمةٌ منك ومن ثانٍ وثالث وستجد القناعة تترسخ شيئاً فشيئاً... قد يكون التأثير كامناً خفياً عليك.. قد يحتاج زمناً كي ينضج ويترجم إلى فعل.. لكنه موجود بالتأكيد..
أخبرك هذا عن يقين تام وتجربة.. استعن بذاكرتك وستمدك بمواقف عديدة أثر فيها كلام الآخرين فيك.. وأخرى كنت أنت من أثرت بهم ولربما اتضح لك هذا بعد حين...

إن الحق موجود في عمق كثيرين منا.. لكن صمت الآخرين عنه يجعله يصغر شيئاً فشيئاً...
 إلى أن يطغى عليه الباطل الذي يصرح به أصحابه بجرأة ويروجون له بحماسة لا مثيل لها!!
لماذا ينكمش أصحاب الحق على أنفسهم ولا يتقدمون بكلمة صغيرة قد يكون لها كبير الأثر في نفوس من أمامهم؟!
في كثير من الأحيان يفاتحك شخص بموضوع وتأنيب الضمير ينهشه لكن حبه لنفسه يمنعه من الاعتراف، وإقرار من حوله يجعله متشككاً في خطئه.. فيخبرك بموضوعية متأملاً همسة منك تشجع الحق الذي ينادي في داخله ويقمعه تجاهل الآخرين له..
 إن الدين النصيحة..المؤمنون متناصحون متوادون هذه أوصاف الرسول الكريم لديننا وأتباع هذا الدين ..
سنحاسب يوم القيامة على حق من حولنا في النصيحة التي بخلنا بها عليهم ولست أدري ما سيكون تبريرنا لفعلنا!
إن لدينا ذلك الخوف الشاهق على ذواتنا وأن ننعت بالتزمت أو التشدد وما إلى هنالك من أمور...
لكن الدعوة تستحق..
أن تهدي إنساناً إلى سبيل الحق الذي تنعم به يستحق بعض الألم والمعاناة والصبر..
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون..
ليست الدعوة إلى الله مجانية لقد نعت الرسول الكريم بالمجنون والساحر والشاعر والكاذب وتعرض للضرب والحصار والكثير من الضغوط حتى ينشر هذه الدعوة...
لكن السعادة التي تملأ قلبك حين تأخذ بيد إنسان إلى طريق الهدى لا توصف......
حين يسمح الله لك بأن تكون الوسيط لإخراج أحد عباده من الظلمات إلى النور...
علينا أن ندعو أولئك الذين ندعي حبهم إلى ما نعتقد جازمين بأنه الصواب..وإلا فعلام نتشدق بكل المشاعر التي تربطنا ولا نكترث إن تعذبوا في نار جهنم بمعاصيهم..
إذا رأت واحدة منا الأخرى تمسك بقدر كان على الموقد لتوه أفلا تحذرها كي لا تحترق؟
لم نرى صديقاتنا يسلكن سبيل الضلال ولا نكترث لهن؟!!
ولماذا نرتضي الحرام لغيرنا ونمتنع عنه، ألا نعلم أن أحدنا لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟!
والأدهى من ذلك والأمر أن نصمت عن عيبها في حضرتها وننهش لحمها في غيابها وهذا أبشع ما يمكن للمرء أن يفعله في حق أخيه..
إن صمتت عن تبصير أخيك بعيوبه في وجهه فلا تشهر بها من وراء ظهره
بحق الصداقة المعقودة بيننا
بحق الأخوة في الإيمان.. بحق الأخوة في الإنسانية.. بحق العشرة.. والصحبة..
إني كنت أحزن كثيراً عندما أعرف شيئاً جديداً.. طاعة لم أكن أعرفها.. أو معصية لا أعلم تحريمها.. ثم أبادر إلى تعريف صديقتي بها.. فتفاجئني بقولها أنها على علم مسبق بها..
فيخنقني التساؤل لم لم تبصرني بالصواب حين رأتني على خطأ ولم تأخذ بيدي لأتقرب من الله لما كنت غافلة عنه..
لماذا نتذكر بعضنا في مكاسب دنيوية كأن تعرف مطعماً جيداً أو بائعاً نزيهاً أو كتاباً ممتعاً فنسارع إلى إخبار الآخرين عن هذه الأشياء ليشاركونا بها وينالوا حظهم منها..
وندعهم يتخبطون في متاهات الحياة حين يصل الأمر إلى الدين.. فلا نخبرهم عن مغبة المعصية وعقابها العاجل في الحياة الدنيا قبل الآخرة من ضيق وكآبة وانقباض في النفس وتعسير...
لم لا نخبرهم عن حلاوة الاتصال بالله وكيف تغشاك السكينة وتغمرك الطمأنينة وتهجرك المخاوف حين تناجيه ومدى انشراح الصدر والنشوة التي تحسها حين تقهر نفسك في سبيله وتجاهد هواك لنيل رضاه..

بدءاً من اليوم دعونا ننبذ سلبيتنا وراء ظهورنا وندعو أحبتنا إلى نعيم القرب الذي نتقلب فيه
ولنضع نصب عيننا قوله عليه السلام في صحيح مسلم:
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً